ويأنفون أن يكونوا رعية للعرب، فهم يزعمون أنهم الأحرار والسادة, وأن ما سواهم من الأمم عبيد وخدم لهم، وكانت لهم الدولة من قديم الزمان، فلما دالت دولتهم وبدل الله عزهم ذلا على يد العرب الذين كانوا يستهينون بهم ويستصغرون من شأنهم، كبرت عليهم المصيبة وجلت عن الوصف بليتهم، لذا لم يقبلوا الإذعان لسلطان الدولة الإسلامية، وأخذوا يعملون في الخفاء على إسقاطها، ويمعنون الكيد لها طمعا في إضعافها أو تقويضها حتى يعود إليهم سالف مجدهم، هكذا قدروا، وضحكت لهم وبهم الأقدار، لما تبين لهم أن المسلمين أقوى عودا وأصلب شكيمة, ولا سبيل إلى النيل منهم في ساحات الوغى، راحوا يتظاهرون بالإسلام، فمنهم من هدى الله، ومنهم من بقي على ضلالته، فاندسوا في صفوف المسلمين, وتشيعوا لآل البيت، يظهرون الحب والود، ويبطنون الغدر والكيد، وأخذوا يسلكون مفاوز الفتن والمهالك, ويغرون بدعواهم الباطلة المجافية للحق بعض السذج والبسطاء.
واليهود هم أساتذة الحقد، وأساطين الدس والكيد، وهم تجار أديان ومحترفو التزييف وعباقرة الزور والبهتان.
والأهم الذي ينبغي أن ننساق إليه، إنما هو بيان موقف الشيعة من الحديث وافترائهم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.