وأيقنوا ما له من قدر جلي لكنهم طمثوا هذا الفضل ودرسوا معالم ذلك القدر فكانوا كالقبر الذي يخفي ما لصاحبه من حسن وبهاء.
قال العلامة ابن القيم: وأما علي بن أبي طالب عليه السلام فانتشرت أحكامه وفتاويه, ولكن قاتل الله الشيعة فإنهم أفسدوا كثيرا من علمه بالكذب عليه, ولهذا تجد أصحاب الحديث من أهل الصحيح لا يعتمدون من حديثه وفتواه إلا ما كان من طريق أهل بيته, وأصحاب عبد الله بن مسعود كعبيدة السلماني وشريح وأبي وائل ونحوهم, وكان رضي الله عنه وكرم وجهه يشكو عدم حمله العلم الذي كما قال: إن ههنا علما لو أصبت له حملة"١.
ولقد كان وضع الشيعة للحديث واختلاقهم الأخبار يتسم بالحيلة والبراعة فهم يحكمون الكذب, ويتفننون توليف الأخبار, فهم قد "اشتغلوا بالحديث وسمعوا من الثقات, وعرفوا الأسانيد الصحيحة, ثم وضعوا عليها الأحاديث التي تتفق وعقيدتهم وأضلوا بها كثيرا, فكان منهم من يسمى بالسدي, ومنهم من يسمى بابن قتيبة, وكانوا يروون عنهما فيظن من لا يعرف حقيقة الحال أنهما المحدثان الشهيران مع أن كلا من السدي وابن قتيبة اللذين ينقل عنهما الشيعة رافضي غال.
ولكن جهابذة السنة وعلماء الحديث كشفوا دخيلة أمرهم واطلعوا