للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس على حقيقة حالهم وميزوا بين السديين بالكبير وهو ثقة, والصغير وهو كذاب وضاع, وكذا ميزوا بين ابن قتبية الشيعي وبين عبد الله بن مسلم بن قتيبة, ولم يقتصر الشيعة على ذلك, بل وضعوا الكتب وملئوها بأباطيلهم, ونسبوها إلى أهل السنة ككتاب سر العارفين الذي نسبوه للغزالي"١.

هذا وقد كان لوضع الشيعة للحديث واختلاقهم الأخبار أثر عكسي حتى يكتمل الطابع المأسوي لهذا الصنيع السيئ الذي أملاه التعصب والهوى, فقد أتى أكله ثمارا مرة على الجانب الآخر عند خصوم الشيعة الذين أبى ضعفاء الدين منهم إلا أن يزيدوا لهم الصاع صاعين ففجروا في خصومتهم, وغالوا في مباراتهم الشيعة, ومسابقتهم لهم في وضع الحديث, إذ عمد بعض الأئمة من أنصار بني أمية إلى اختلاق أحاديث في فضل أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عن الجميع وأرضاهم, يضاهئون بها صنيع الشيعة من قبل في شأن علي وآل البيت.

وإنها وايم الله لخصلة من خصال النفاق وسبة فيمن فعلها فما كان أغناه عن اختلاق الحديث, وتبوئه مقعده من النار، فلهؤلاء الصحابة الكرام رضوان الله عليهم من شرف الصحبة وحسن المجاهدة, وطيب الفعال, وكريم الخلال وجميل الخصال ما يرفعهم إلى أعلى عليين, وما يطلق الألسنة الصادقة بالثناء عليهم إلى يوم الدين، فما أشد ما وقع فيه أولئك الأفاكون الكذابون من السقوط والتردي.


١ الحديث والمحدثون ص٩٦، ٧٩.

<<  <   >  >>