للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بضم الميم وكسر الجيم وبهمزة مشتق من الإرجاء, وهو التأخير, وقوله تعالى: {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} أي أخره, والمرجئ من يؤخر العمل عن الإيمان, والنية والقصر, وقيل: من الأرجاء لأنهم يقولون لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة, وقيل: مأخوذ من الإرجاء بمعنى تأخير حكم الكبيرة فلا يقضى لها بحكم في الدنيا"١.

وقد كان أثر المرجئة على الحديث من جهة تصادم مذهبهم معه, ولم يشتهر عنهما لوضع أو الدس فيه, وإن كان لا يستبعد وقوعه منهم فقد أسرفوا في الإباحية وغرقوا في المعاصي بزعم أنها لا تضرهم والكذب معصية فلا يبعد اقترافهم له.

وهناك القدرية وهو وصف تفاوت في الإطلاق, فقد كان يطلق على من ينفون القدر, ويقولون إن الأمر أنف بمعنى "مستأنف", وقد ظهر هذا الانحراف العقدي مبكرا مما حدا ببعض الصحابة إلى التصدي له ومجابهته, فقد روى مسلم في أول كتاب الإيمان ما يعد تأريخا لظهور الكلام في القدر, روى بسنده عن يحيى بن يعمر٢.


١ عمدة القاري ج١، ص٢٧٤-٢٧٥.
٢ يعمر بفتح الميم, ويقال: بضمها كنيته أبو سليمان, أو أبو سعيد قال الحاكم: يحيى بن يعمر فقيه أديب نحوي مبرز, أخذ النحو عن أبي الأسود, نفاه الحجاج إلى خرسان, فولاه قتيبة بن مسلم قضاءها. شرح النووي على مسلم ج١، ص١٥٣.

<<  <   >  >>