للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني١.

فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري٢ حاجين أو معتمرين, فقلنا: لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر, فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد, فاكتنفته أنا وصاحبي: أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله, فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إليّ, فقلت: أبا عبد الرحمن! إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن, ويتقعرون العلم, وذكر من شأنهم, وأنهم يزعمون أن لا قدر, وأن الأمر أنف, قال: فإذا لقيت أولئك, فأخبرهم أني بريء منهم, وأنهم براء مني, والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا, فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر.

"ثم ساق رواية أبيه عمر في سؤال جبريل عن الإسلام والإيمان والإحسان وأمارات الساعة, وكان التعريف النبوي للإيمان: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره".


١ الجهني بضم الجيم نسبة إلى جهينة قبيلة من قضاعة نزلت الكوفة, ونزل بعضها البصرة, ومن نزل جهينة معبد بن خالد الجهني, كان يجالس الحسن البصري, وهو أول من تكلم في البصرة بالقدر, فسلك أهل البصرة بعده مسلكه لما رأوا عمرو بن عبيد ينتحله, قتله الحجاج بن يوسف صبرا, وقيل: إنه معبد بن عبد الله بن عويمر. المصدر السابق.
٢ حمير بالتصغير والحميري نسبة إلى حمير بكسر فسكون ففتح, سمع ابن عمر وأبا هريرة وابن عباس وغيرهم, قال العجلي: بصري ثقة كان ابن سيرين يقول: هو أفقه أهل البصرة, وذكره ابن حبان في الثقات, وقال: كان فقيها عالما. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب ج٣ ص٤٦، والكشاف في معرفة من له رواية في الكتب الستة ج١ ص٢٥٧.

<<  <   >  >>