للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان أكثرهم شهرة في دنيا العلم أبي بن كعب١, وزيد بن ثابت٢, ولقد عرف الناس قدر زيد سيما عندما أناط به الصديق مهمة جمع القرآن، وكان زيد موضع الإجلال والتكريم، إلى حد أن ابن عمر كان يأخذ بركابه, ويقول: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا.

ومن أشهر تلاميذ زيد التابعي الكبير سعيد بن المسيب الذي كان يحفظ قضاياه وفتاويه ويفضله على غيره.

ومن تلاميذ مدرسة المدينة عروة بن الزبير بن العوام, وكان من أعلم أهل المدينة ومن أشدهم ورعا وأكثرهم أخذا عن عائشة.

ومن أوعية علم هذه المدرسة محمد بن مسلم بن شهاب الزهري القرشي, فقد حفظ فقه علماء المدينة, وكان من أسبق العلماء إلى تدوين العلم، واتصل


١ أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية الأنصاري النجاري سيد المسلمين لما سماه عمر, وسيد القراء, شهد العقبة الثانية وبدرا والمشاهد كلها, قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ليهنك العلم أبا المنذر" , وقال له: "إن الله أمرني أن أقرا عليك" , فكان أقرأ الأمة, توفي سنة عشرين, وقيل: تسع عشرة, وقيل: ثلاثين, والأرجح أنه توفي في خلافة عمر. الإصابة ج١، ص١٩-٢٠, والاستيعاب ج١، ص٤٧-٥٤, وطبقات ابن سعد ج٣، ق٢، ص٥٩, وتذكرة الحفاظ ج١، ص١٦.
٢ زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن الوزان الأنصاري الخزرجي من بني النجار, أعلم الأمة بالفرائض, وأحد الذين جمعوا القرآن زمن نزوله, وتولى جمعه في عهد أبي بكر, وتعلم لغة يهود وحذقها في خمسة عشر يوما, وتوفي سنة خمس وأربعين على الأرجح. الإصابة ج١، ص٥٦١-٥٦٢, الاستيعاب ج١، ص٥٥١-٥٥٤, وتذكرة الحفاظ ج١، ص٣٠.

<<  <   >  >>