للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يقبل أيضا جمع صاحب المنار بين أحاديث النهي والإذن بما لا يصلح, ولا ادعاؤه بأن الصحابة لم يدونوا الأحاديث؛ لأنهم لم يتخذوها دينا عاما دائما كالقرآن١.

ولا ندري كيف لم يتخذ الصحابة الأحاديث دينا, فأي شيء اتخذوه دينا إذن؟ القرآن: وهو لا سبيل لفهمه, ولا الوقوف على أسراره واستنباط أحكامه ووجوه هدايته إلا بالوقوف على السنة.

وقد أسفر القرآن عن هذه الحقيقة, وأبانها إسفار الصبح وبيانه, وعلم الصحابة ذلك علم اليقين, وقد ذكرنا دقة فهمهم لهذه المعاني وروعة استنباطهم للحكم الذي لم ينص القرآن عليه مع ذلك أخذه منه من خلال أمره بأخذ ما آتانا الرسول صلى الله عليه وسلم, وترك ما نهانا عنه والأمر بالاقتداء بالصحابة, ونقل فعلهم على أنه من القرآن.

الحق الثابت الذي لا تردد فيه هو أن تدوين الحديث وكتابته يرجع إلى عصر مبكر ربما إلى عصر النبوة, أو بعده مباشرة, وأما ما كان في فاتحة القرن الهجري الثاني على أيدي النبهاء كابن حزم وابن شهاب من اشتهار التدوين وانتشاره فإنه يرجع إلى ما يأتي:


١ انظر ما كتبه المغفور له الأستاذ الدكتور/ محمد محمد أبو زهو في هذا الموضوع في: "الحديث والمحدثون" ص٢٢٠-٢٣٦. وقد أوجزنا القول فيه هنا للتعرض إلى تقريره في ثنايا الموضوعات.

<<  <   >  >>