للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- اتخاذ التدوين طابعا رسميا فقد كان بأمر الخليفة وتنفيذًا لرغبته.

٢- ظهور الوضع والوضاعين, ذلك أن أعداء الدين أحكموا كيدهم المتين, وأوردوا طعن الإسلام من الخلف بعد أن عجروا عن النيل منه, وضعفوا عن مواجهته، كفاحا فلبسوا مسوحه وتزيوا بمظهره, وانطوت قلوبهم على حقد دفين فراحوا يؤججون نار الفتنة ويسعرون أوارها, ويلهبون الخلافات ويغذونها ببذور الشقاق والفرقة, وظنوا أن في السنة مرتعا خصبا يتخذون منه هدفا لسهامهم المسمومة, فراحوا يدسون ويكذبون كل ذي رأي يدعي أنه على الحق ويلتمس دليلا لمدعاه وهيهات أن يجد في كتاب الله ما يوافق هواه, لكن ماذا عساه أن يفعل أكثر من أن يقول في القرآن بغير علم, ويأوله على وفق متمناه, ويعجز عن أن ينقص أو يزيد فيه.

أما السنة فبحارها تتلاطم أمواجا, والناس يدخلون فيها أفواجا, ويسلكون إليها سبلا فجاجا مما يزين لأصحاب العقول الضيقة أنه بوسعهم أن يختلقوا وأن يأفكوا من غير أن يتنبه أحد لإفكهم واختلاقهم, لكن الله عز وجل هيأ للسنة رجالا أكفاء يذودون عنها كل خطر ويدفعون كل شعر ويذبون كذب الكاذبين.

٣- تفرق الصحابة ومن بعدهم التابعون, وتوزعوا على الأمصار كل يحدث بما سمع ويبلغ ما وعى, مما دعت الحاجة معه إلى جمع ما تفرق, وتأليف ما توزع.

٤- اتساع رقعة الدولة بعد الفتوحات الإسلامية العظيمة وانشغال

<<  <   >  >>