وعليهما بنى الجميع كمسلم والترمذي, ثم قال السيوطي:"وقال الحافظ مغلطاي: أول من صنف الصحيح مالك" وقال الحافظ ابن حجر: كتاب مالك صحيح عنده وعند من يقلده على ما اقتضاه نظره من الاحتجاج بالمرسل والمنقطع وغيرهما "قلت: ما فيه من المراسيل فإنها مع كونها حجة عنده بلا شرط وعند من وافقه من الأئمة على الاحتجاج بالمرسل فهي أيضا حجة عندنا لأن المرسل عندنا حجة إذا اعتضد وما من مرسل في الموطأ إلا وله عاضد أو عواضد فالصواب إطلاق أن الموطأ صحيح لا يستثنى منه شيء.
وقد صنف ابن عبد البر كتابا في وصل ما في الموطأ من المرسل والمنقطع والمفضل قال: وجميع ما فيه من قوله بلغني ومن قوله عنم الثقة عنده مما لم يسنده أحد وستون حديثا كلها مسندة من غير طريق مالك إلا أربعة أحاديث لا تعرف أحدهما: إني لا أنسى ولكن أنسى لأسن. والثاني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أري أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته أن لا يبلغوا من العمر مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر, فأعطاه الله ليلة القدر خير من ألف شهر. والثالث: قول معاذ: آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقد وضعت رجلي في الغرز أن قال حسن خلقك للناس. والرابع: إذا أنشأت بحرية, ثم تشاءمت فتلك عين غديقة. وقال بعض العلماء: إن البخاري إذا وجد حديثا يؤثر عن مالك لا يكاد يعدل به إلى غيره حتى إنه يرى في الصحيح عن عبد الله بن محمد بن