للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قيل لأحمد بن حنبل: هذه المسائل الدقاق من أين هي لك؟ قال: من كتب محمد بن الحسن رحمه الله"١.

ولعل في أخذ محمد بن الحسن عن الإمام مالك واشتهار روايته، للموطأ وثناء الشافعي وأحمد عليه وهما من هما في الانتصار للسنة، والتعصب لأهلها لعل في ذلك كله ردا، بل وتأنيبا للخطيب الذي أطال٢ في ترجمة أبي عبد الله وحاكى صنيعه معه صنيعه مع الإمام أبي حنيفة، حيث نقل ما يشعر بمدحه, ثم عاد فقلب ظهر المجن ونقل ما يشعر بذمه وقدحه، ويبدو أن الخطيب استمرأ هذا مع أصحاب الإمام أبي حنيفة، يرد على قدحه في محمد بن الحسن بما أورده هو عن كثيرين من الثناء العاطر عليه.

وقد توفي محمد بن الحسن في سنة تسع وثمانين ومائة نفس السنة التي توفي بها على بن حمزة بن عبد الله أبو الحسن المعروف بالكسائي أحد أئمة القراءات والنحو، وقيل: إنهما ماتا في يوم واحد، وقال عنهما الرشيد يوم بلغه نعيهما: دفنت اليوم اللغة والفقه جميعا.

ثانيهما: يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي

كنيته أبو محمد واسمه يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس، أصله من البربر من قبيلة, يقال لها: مصمودة، وتولى بني ليث فنسب إليهم.


١ البداية والنهاية ج١٠، ص٢٠٢-٢٠٣.
٢ تاريخ بغداد ج٢، ص١٧-١٨٢.

<<  <   >  >>