للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونتعرف الآن على أهم وأشهر رواة الموطأ ونكتفي منهم بعلمين:

أولهما: محمد بن الحسن الشيباني

صاحب أبي حنيفة، كنيته أبو عبد الله، أصله من قرية من قرى دمشق, قدم أبوه العراق, فولد بواسط سنة ثنتين وثلاثين ومائة، ونشأ بالكوفة فسمع من أبي حنيفة ومسعر والنوري وعمر بن ذر ومالك بن مغول, وكتب عن مالك بن أنس والأوزاعي وأبي يوسف، وسكن بغداد وحدث بها.

وقد أخذ عنه الشافعي حين قدم بغداد سنة أربع وثمانين ومائة, وناظره وأثنى عليه, وقد تولى ابن الحسن قضاء الرقة في عهد الرشيد, ثم عزل عنها.

وقد عرف بالزاهد والورع، والعزوف عن الدنيا والانصراف إلى العلم, وقد ذكر أنه ورث عن أبيه ثلاثين ألفا، أنفق نصفها على النحو والشعر، وأنفق النصف الثاني على الحديث.

قال عنه الشافعي: "ما رأيت حبرا سمينا مثله، ولا رأيت أخف روحا منه، ولا أفصح منه, كنت إذا سمعته يقرأ القرآن كأنما ينزل القرآن بلغته.

وقال أيضا: ما رأيت أعقل منه، كان يملأ العين والقلب، قال الطحاوي: كان الشافعي قد طلب من محمد بن الحسن كتاب السير فلم يجبه إلى الإعارة فكتب إليه:

قل للذي لم تر عيناي مثله ... حتى كأن من رآه قد رأى من قبله

العلم ينهى أهله أن يمنعوه أهله ... لعله يبذله لأهله لعله

قال: فوجه به إليه في الحال هدية لا عارية. وقال إبراهيم الحربي:

<<  <   >  >>