معناها متقارب، والمستعمل منها أربعة: موطأ يحيى، وموطأ ابن بكير، وموطأ أبي مصعب، وموطأ ابن وهب، ثم ضعف الاستعمال في الأخيرين.
وقال الشيخ عبد العزيز الدهلوي المتوفى سنة ١١٣٩ في كتابه "بستان العارفين" المؤلف بالفارسية: إن نسخ الموطأ التي توجد في بلاد العرب في هذه الأيام متعددة عد منها ست عشرة نسخة، كل نسخة عن راو خاص"١.
ومن الموطآت المشهورة المشروحة التي تدور بين يدي الناس الآن موطأ يحيى بن يحيى الليثي، وموطأ محمد بن الحسن الشيباني، ولا يعترض على الموطأ بما بين رواياته من تفاوت بالزيادة أو النقصان أو بالتقديم والتأخير في الأبواب، ولأن الإمام مالكا رضي الله عنه ظل يرتب فيه ويحذف منه إلى قرب وفاته.
وقد مر بك أنه كان يشتمل على عشرة آلاف حديث، فما زالت معالجته إلى أن آل حاله إلى ما هو عليه، وليس بلازم أن قصد الناس في زمان سماعه، فتتحد الروايات عددا وتنظيما، وإنما الذي حدث تتابع السماع على الإمام، فروى كل ما سمع في زمانه، فتفاوتت النسخ لذلك, ولا يضير الموطأ هذا التفاوت فالمعول عليه صحة السماع وانضباط النقل. على أن الأئمة الشراح تعرضوا لبيان تلك الزيادات في بعض النسخ عن بعض، كما فعل ابن عبد البر في آخر كتابه التقصي، حيث أشار إلى زيادات "يحيى" ورتبها على حروف المعجم.