أما المسوى, فقد نهج فيه منهجا جديرًا بالتقدير, "فقد سار على طريقة المحدثين ومعتدلي الفقهاء, فرتب الأحاديث ترتيبا بديعا مفيدا مع حذف بعض أقوال مالك مما تفرد به مالك عن سائر المحدثين.
وترجم على كل حديث بما استنبط منه جماهير العلماء, وضم إلى ذلك من القرآن العظيم ما لا بد للفقيه من حفظه, ومن تفسيره ما لا بد له من معرفته.
وذكر في كل باب مذهب الشافعية والحنفية, ولم يتعرض لمذهب غيرهما إلا في مواضع لنكتة، وبين ما تعقب به الأئمة على مالك بإشارة لطيفة حيث كان التعقيب بحديث صحيح صريح وبين ما مست إليه الحاجة في معانيه اللغوية مع شرح غريب وضبط مشكل, وبين كذلك ما مست إليه الحاجة في معانيه الفقهية من بيان علة الحكم وأقسامه وتأويل الحديث عند الفريقين, ونحو ذلك, ثم إنه لم يتعرض لذكر من أخرج الحديث من أصحاب الكتب الستة إلا في مواضع يسيرة معللا ذلك بأن العلماء أغنونا عن ذلك, وإن في إسناد الموطأ كفاية لمن اكتفى.
هذا وقد طبع الكتاب بالهند أكثر من مرة وطبع في مكة المكرمة سنة ١٣٥٢ بالمطبعة السلفية"١.
١ مذكرة مناهج المحدثين. تأليف لجنة من المدرسين المساعدين بكلية أصول الدين بالقاهرة ص٩٩.