عبد الأعلى, وحرملة بن يحيى، والربيع بن سليمان المرادي, والربيع بن سليمان الجيزي, والمزني، وأبي يعقوب البويطي, وخلق كثير غيرهم.
قال الإمام أحمد: إن الله تعالى يقيض للناس في رأس كل مائة سنة من يعلمهم السنن, وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب, فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز وفي رأس المائتين الشافعي.
وقال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يفتي وله خمس عشرة سنة, وكان يحيي الليل إلى أن مات.
وقال ابن مهدي: ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها.
ولقد برع الشافعي في كل شيء, فكان فارسًا لا يشق له غبار, حاذقا في الرمي, من أصوب قريش رماية, يصيب من العشرة عشرة. ولله دره من شاعر مجيد ولغوي متمكن ونسابة أحاط بأيام العرب خبرًا.
ونقول مع الأستاذ المحقق الكبير السيد أحمد صقر أثناء تقدمته لكتاب: "مناقب الشافعي" للبيهقي: ولا أريد أن أطيل في ذكر ألوان عظمة الشافعي التي تتجلى من هذا الكتاب, فإن فيما رواه البيهقي عن داود بن علي الظاهري غنية عن ذلك.
وأقوال داود تلك من أهم ما اشتمل عليه كتاب المناقب. قال داود: اجتمع للشافعي من الفضائل ما لم يجتمع لغيره:
فأول ذلك: شرف نسبه ومنصبه, وأنه من رهط النبي صلى الله عليه وسلم, ومنها: صحة الدين وسلامة الاعتقاد من الأهواء والبدع.