ابن كليب. وقال الدارقطني: تجنب تدليس ابن جريج, فإنه قبيح التدليس, لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح؛ مثل إبراهيم بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وغيرهما.
ومع ذلك كله ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان من فقهاء أهل الحجاز وقرائهم ومتقنيهم وكان يدلس. وقال الذهلي: وابن جريج إذا قال: حدثني وسمعت. فهو محتج بحديثه, داخل في الطبقة الأولى من أصحاب الزهري، وسئل أبو زرعة عن ابن جريج, فقال: بخ من الأئمة. وقال العجلي عن ابن جريج: مكي ثقة. وقال أبو عاصم: كان من العباد, وكان يصوم الدهر إلا ثلاثة أيام من الشهر.
وبعد عرض هذه الأقوال يجدر بنا أن نحاكم الرجل محاكمة منصفة, فجريرته تتمثل في استمتاعه بسبعين امرأة بنكاح المتعة، الذي أداه اجتهاده إلى الترخيص فيه.
ثم هو مدلس يدلس من غير الثقات, ومع ذلك فالأئمة الأثبات يعقدون له لواء الإمامة, ويوثقونه, وينقلون رواياته, ولا يردون شيئا مما صرح فيه بالسماع.
هذا هو الاستنباط الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل, لكن الشيخ أبا رية, الذي نال من أبي هريرة ومن سائر الصحابة, وأنكر عد أبي هريرة في طبقتهم, وادعى أنه لم يحفظ القرآن, يرى قريبا من هذا في ابن جريج, بل ويغرب في تصيد الاتهامات له, فهو لا يشير ببنت شفه إلى قول