للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعدلين فيه, وإنما يقول: "وممن كان يبث في الدين الإسلامي مما يخفيه قلبه: ابن جريج الرومي، الذي مات سنة خمسين ومائة, وكان البخاري لا يوثقه وهو على حق في ذلك.

قال الذهبي في تذكرة الحفاظ: إنه من أصل رومي, فهو نصراني الأصل, ويقول عنه بعض العلماء: إنه كان يضع الحديث، وإنه تزوج بتسعين امرأة زواج متعة"١.

وإن تعجب فعجب أمر هذا التحامل, متى كان البخاري لا يوثقه؟ لقد ترجم له٢.

فأورد كثيرا من أقوال موثقيه, وكيف لا يوثقه, وقد روى له في الصحيح وفي غيره؟

وما الذي بثه ابن جريح في الإسلام من حقد؟ وهل يعاب عليه كون أصله روميًّا! إذًا فما أكثر المصيبين فأهل فارس, وأهل الروم, بل وأهل كل البلاد المفتوحة على ذلك المقياس معيبون! ولِمَ لَمْ يقبل تعليل الذهبي وغيره استمتاع ابن جريج بسبعين امرأة؟ وما الذي رفع العدد إلى تسعين؟ اللهم إنه الحقد الدفين, ليس من ابن جريج, وإنما من الذين يتهجمون ويتطاولون على أعلام الدين, ولتنظر لقول المترجمين لابن جريج غير من سبق كالخطيب٣ وابن خلكان٤ والسيوطي٥.


١ أضواء على السنة المحمدية ص١٦٢.
٢ التاريخ الصغير ق٢، ص٩٨-٩٩.
٣ في تاريخ بغداد ج١٠، ص٤٠٠-٤٠٧.
٤ في وفيات الأعيان ج٣، ص١٦٣-١٦٤.
٥ في طبقات الحفاظ ص٧٤.

<<  <   >  >>