للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن مهدي: الأئمة أربعة: مالك والثوري وحماد بن زيد وابن المبارك. وقد فضله ابن مهدي أيضا عن الثوري, وقال مرة: حدثنا ابن المبارك وكان نسيج وحده. وقال أحمد بن حنبل: لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه.

وقال يحيى بن معين: كان ثقة متثبتا, وكانت كتبه التي حدث بها نحوا من عشرين ألف حديث. وقال عباس بن مصعب: جمع ابن المبارك الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والسخاء ومحبة الفرق له.

وقد اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك فقالوا: عدوا خصال ابن المبارك. فقالوا: جمع العلم, والفقه, والأدب, والنحو, واللغة, والزهد, والشجاعة, والشعر, والفصاحة, وقيام الليل, والعبادة, والحج, والغزو, والفروسية, وترك الكلام فيما لا يعنيه, والإنصاف, وقلة الخلاف على أصحابه. وقال نعيم بن حماد: ما رأيت أقل من ابن المبارك ولا أكثر اجتهادا منه. وقال عبد الله بن سنان قدم ابن المبارك مكة وأنا بها فلما خرج شيعه بن عيينة والفضيل بن عياض وودعاه, فقال أحدهما: هذا فقيه أهل المشرق. فقال الآخر: وفقيه أهل المغرب.

وقد أقسم الفضيل على أنه ما رأت عيناه مثل ابن المبارك.

وقد صنف ابن المبارك في الزهد كتابا خطه واقعُه قبل أن يخطه يراعُه, حتى قيل: إنه كان إذا تكلم في الزهد, فكأنه ثور مذبوح لا يقوى على الكلام.

<<  <   >  >>