للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليهن بني كعب مقام فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد

سلوا أختكم عن شاتها وإنائها ... فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد

دعاها بشاة حائل فتحلبت ... عليه صريحا ضرة الشاة مزيد١

فغادره رهنا لديها لحالب ... يرددها في مصدر بعد مورد

فلما سمع حسان الهاتف بذلك٢ شبب يجاوب الهاتف فقال:

لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم ... وقدس من يسري إليهم ويفتدي

ترحل عن قوم فضلت عقولهم ... وحل على قوم بنور مجدد

هداهم به بعد الضلالة ربهم ... فأرشدهم من يتبع الحق يرشد

وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا ... عمي وهداة يهتدون بمهتد

وقد نزلت منه على أهل يثرب ... ركاب هدى حلت عليهم بأسعد

نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ... ويتلو كتاب الله في كل مشهد

وإن قال في يوم مقالة غائب ... فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد٣


١ هكذا عند الحاكم وعند غيره "له بصريح" وهو أوفق للوزن وللإعراب.
٢ في الكلام حذف والتقدير: فلما سمع حسان ما قاله الهاتف بمعنى فلما بلغه ونقل إليه؛ لأنه لا يعقل أن يكون قد سمع الهاتف, إذ إن حسان كان بالمدينة والهاتف سمع بمكة, ولا يعقل انتقال حسان إليها في هذا الزمان؛ لكون ذلك في أوان الهجرة، وإبان ذروة الاستعداد لاستقباله صلى الله عليه وسلم في المدينة.
٣ أخرجه الحاكم في المستدرك بطوله ج٣ ص٩، ١٠, وقد اقتصرنا روايته بحذف أولها ورواه ابن سعد في الطبقات ص١٥٥: ١٥٧ القسم الأول. ورواه ابن هشام في السيرة مقتصرا على الآيات ج٢ ص٣٣٧. ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب ج٤ ص٤٩٥ ص٤٩٧. ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ج٣ ص١٩١-١٩٢. ورواه البيهقي في دلائل النبوة ج١ ص٢٧٦-٣٨٠. ورواه ابن حجر في الإصابة ج٤ ص١٩٧-١٩٨, ورغم أن الحاكم صححه واستدل على صحته بعدة دلائل بل روفعه إلى درجة التواتر إلا أن الذهبي في تلخيصه قال عن طرق الحديث: "ما في هذا الطرق شيء على شرط الصحيح", ولم يشر أحد من كل من أخرجه إلى قادح يقدح في صحة الحديث. ولو جد لذكره ابن حجر.

<<  <   >  >>