النبوي أو بعده بقليل وقد سجلت المراجع الموثوق بها أن هناك عددا من الصحابة كانوا كاتبين أو مستكتبين واشتهر نبأ صحيفة "الصادقة" لعبد الله بن عمرو بن العاص, وصحيفة "أبي هريرة" التي نقلها عنه تلميذه همام بن منبه المتوفى سنة إحدى ومائة, وقد نقلت إلينا هذه الصحيفة كاملة واشتملت على مائة واثنين وثلاثين حديثا, وكذلك كانت لجابر بن عبد الله صحيفة نقلها عنه قتادة بن دعامة السدوسي، كما كانت هناك "صحيفة عبد الله بن أبي أوفى", وغيرها من الصحف.
لكن بقي الطابع المعول عليه في الحديث في الحقبة الأولى, إنما هو الحفظ والإتقان والنقل الدقيق المتثبت لكل ما يسمع أو يشاهد من أحوال أو أقوال صاحب الوحي صلى الله عليه وسلم, وطاعة لأمر رب العالمين وانصرافا فطريا أو جبليا نحو الصادق الأمين, وتفاعلا مع ما تحلى له من الخلق الكريم, وإحساسا نحو الصادق الأمين, وتفاعلا مع ما تحلى له من الخلق الكريم, وإحساسا بأهمية ما يطيعون فيه وأهلية من المأمورين بالطاعة لتلقي السنة وانسياقا لتحقيق سنة الله الماضية في إنفاذ ما وعد به من حفظ الكتاب المستلزم لحفظ البيان والتفصيل له.
واستجابة لذلك كله وتجاوبا معه كان حرص الصحابة على السنة, ومزيد اهتمامهم بها, وعظيم إقبالهم على تحصيلها، وانضم لذلك كله إحساسهم بشدة حاجتهم إلى معرفتها في تدينهم.
إنهم رأوا الكتاب المنزل ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر المجمل من نحو أمرهم بالصلاة دون تحديد لمواقيتها وكيفيتها وهيئاتها.
فكيف ينفذون هذا الأمر؟ وكم وجدوا في القرآن من أوامر مجملة وأحكام