للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فوظيفة السنة تفسير القرآن، والكشف عن أسراره، وتوضيح مراد الله تعالى من أوامره وأحكامه.

والمتتبع للسنة من حيث دلالتها على الأحكام المتضمنة في القرآن إجمالا أو تفصيلا فسيلفينها واردة على وجوه أربعة:

الأول: قد ترد السنة موافقة لما في القرآن مطابقة له، فيكون ورودها على جهة التأكيد والتقرير والتقوية لما جاء فيه, وذلك كتوصيته بالنساء وحضه على الإحسان إليهن ومداراتهن, فإن كل ما ورد في هذا الباب يعد تأكيدًا لما في قوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} ١.

الثاني: وقد ترد السنة بيانا لما أريد بالقرآن من خلال تفصيل مجمله, أو تقييد مطلقه, أو تخصيص عامه, أو توضيح مشكله، فمن باب تفصيل المجمل ما وضحته السنة من مواقيت الصلاة وعدد ركعاتها وكيفيتها والهيئات التي تؤدى عليها, وكبيان الأنواع التي تجب فيها الزكاة والنصاب الذي يجب ببلوغ المال حده، والقدر المخرج في كل نوع. فالقرآن إنما أمر بإقامة الصلاة, وإيتاء الزكاة على جهة الإجمال, وتولت السنة تفصيل ذلك كله, ومثل ذلك في الحج, أوجبه القرآن على المستطيع, وأوجب إتمامه والعمرة على من شرع فيها, ثم جاءت السنة فبينت المناسك ووضحت كل الشعائر التي أمر الله بتعظيمها.

وما من عبادة في القرآن إلا وهي محتاجة إلى البيان العملي لها.


١ سورة النساء: ١٩.

<<  <   >  >>