رضي لله عنه قال:"بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد, دخل رجل على جمل, فأناخه في المسجد, ثم عقله، ثم قال لهم: أيكم محمد؟ والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم, فقلنا: هذا الرجل الأبيض ابن عبد المطلب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "قد أجبتك". فقال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم: إني سائلك, فمشدد عليك في المسألة, فلا تجد عليّ في نفسك, فقال: "سل عما بدا لك" , فقال: أسألك بربك ورب من قبلك, آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال: "اللهم نعم"، قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن تصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: "اللهم نعم" , قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن تصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: "اللهم نعم"، قال: أنشدك بالله آالله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم نعم" , فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسول مَنْ ورائي مِنْ قومي, وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد"١.
فضمام بن ثعلبة لم يكتف هو ولا قومه بنو سعد بن بكر بن هوازن بما أعلمتهم به رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما جاء يسأل عن أركان الإسلام، وتقطع أسئلته بسبق علمه بها, فماذا طلب هو وقومه؟ طلبوا ما عبر عنه المحدثون بعد بعلو الإسناد, ومن هنا قالوا: إن علو الإسناد سنة لما أن ضماما فعله وأقره عليه صاحب الشرع, فلم ينكر عليه.
١ صحيح البخاري "كتاب العلم" هامش فتح الباري ج١ ص١٥٨-١٦١.