للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد اشتهر أنه راسل رسله إلى قيصر الروم، وإلى أمير بصرى، وإلى الحارث بن أبي شمر أمير دمشق, ومن قبل هرقل, يدعوهم إلى الإسلام، كما وجه كتبه إلى النجاشي ملك الحبشة, وإلى كسرى ملك الفرس، وإلى المنذر بن ساوى ملك البحرين، وأرسل كتبه ورسله إلى عمان واليمامة وغيرها.

وكان الرسل يجيبون عما يسألهم عنه الملوك والأمراء ورؤساء القبائل, ويبينون لهم الإسلام وغاياته على ضوء ما يزودهم به الرسول صلى الله عليه وسلم من التوجيه والإرشاد، وكان صلى الله عليه وسلم يولي على كل قوم قبلوا الإسلام كبيرهم، ويمدهم بمن يفقههم ويعلمهم.

٧- الفتح الأعظم:

بعد أن نقضت قريش عهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم, وأعانت بكرا على خزاعة, فبيت الخزاعيون بالوتير هجدا, وقتلوا ركّعا وسجّدا, وقدر الله المخرج للمضطهدين في مكة، الذين لا يجدون سبيلا للفرار بدينهم, ويبقيهم الحرص على الوفاء مكبلين في أغلال الظلم والصف القرشي, فسار النبي صلى الله عليه وسلم في جيش عرمرم قوامه عشرة آلاف مجاهد, لم تشهد له جزيرة العرب قبل ذلك نظيرا، ودخل مكة فاتحا منتصرا فرحا مستبشرًا بنصر الله والفتح المبين، وخطب في جموع الذين آذوه وطردوه, وشملهم بعفوه وصفحه الجميل، واشتهرت خطبة الفتح بما أرسته من دعائم, وأصلته من قواعد؛ كنهيه عن أن يقتل مسلم بكافر، وعن أن يرث المسلم الكافر, وعن أن تنكح المرأة على عمتها أو خالتها, وكتغليظه حرمة مكة, وزجره

<<  <   >  >>