للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦- أن يروي الحديث على غير وجهه لغفلته عن سبب الورود.

٧-أن يقع له غلط فيروي واهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يسمعه منه"١.

وقد اشتهر بالنقد من أعلام الصحابة: أم المؤمنين عائشة وعمر وابن مسعود وابن عباس, ولا سبيل إلى استقصاء الأخبار التي انتقدها بعض الصحابة على بعض بالذكر, وإنما نسوق بعض الأمثلة التي يعلم بها مدى دقة الصحابة وتثبتهم في المروي، كما رأينا اسيتثاقهم من الراوي، وبالمثال يتضح الحال ويعلم أن المحدثين ما كانوا ولن يكونوا زوامل أسفار، ونقلة أخبار لا خبرة لهم بها، ولا قدرة لديهم على فهمها، وإنما كانوا الفاهمين الهاضمين لما نقلوه الحافظين الواعين لما سمعه، الملتزمين جانب الأدب فيما قبلوه أو ردوه.

المثال الأول:

روي أن عائشة ردت رواية من يفيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه ليلة الإسراء والمعارج, واعتبرت ذلك من أعظم الفرية, واعتمدت في رأيها على قوله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ٢.

وقد فهمت من الإدراك في الآية الرؤية، وفهم العلماء منها الإحاطة٣.


١ منهج نقد المتن ص١٠٦.
٢ سورة الأنعام ١٠٣.
٣ الحديث والمحدثون ص٧١.

<<  <   >  >>