هذا الباب؛ لذا رأينا الكثيرين يخافون مخفقته أو درته. وقد وقفت آنفا على طرف من أقواله في ذم الرأي والحث على متابعة السنة، ومدح أهلها, والقدح في منابذها، فالفاروق يرى مع جمهور الصحابة أن من تثبت من حفظه, وتيقن ما يرويه فهمه، واتضحت له مراميه, حق له أن يروي وأن يحدث طلبا لإشاعة السنة وإفشائها، وخروجا عن عهدة كتمانها.
أما من شك في شيء أو ارتاب فيه, أو اختلط عليه فهم معانيه فلا عليه إلا أن يقل الرواية طلبا للنجاة, وفرارا من الخطأ أو التحريف.
على هذا النحو ينبغي أن تفهم النصوص الورادة عن الصحابة عامة وعن عمر خاصة، فما كانوا ليزهدوا الناس في السنن أو يرغبوهم عنها، وهم ممن يسنون, ويستن بسنتهم التابعون وتابعوهم بإحسان إلى يوم الدين.