للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا يتبع بصره البرق، لأنه منهي عنه.

(وإن كثر) المطر (حتى خيف) منه، (سن قول: اللهم! حوالينا

ولا علينا. اللهم! على الآكام والظراب، وبطون الأودية ومنابت الشجر، (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ... )) [البقرة: ٢٨٦] إلى اخرها، وهي قوله

تعالى: (واعفوا عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين)

[البقرة: ٢٨٦].

وذلك لما روي في " الصحيح " انه صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك (١) ما عدا الاية.

وهي لائقة بالحال. فاستحب قولها، كسائر الأقوال اللائقة بمحالها.

ويفهم مما تقدم أنه يدعو كذلك عند زيادة ماء العيون زيادة يحصل بها

الضرر، لأنه أحد الضررين. فاستحب الدعاء لانقطاعه من غير صلاة.

وقال الآمدي: يصلى لكثرة المطر.

ثم اعلم أن الظراب: جمع ظرب بكسر الراء وهي: الرابية الصغيرة.

والاكام بفتح الهمزة على وزن امال جمع أكم ككتب. وبكسر الهمزة من غير

مد، كجبال جمع أكم كجبل (٢) ووأحد ها أكمة، وهي ما علا من الأرض ولم

يبلغ أن يكون جبلا، وكان أكثر ارتفاعا مما حوله.

وقال مالك: الآكام الجبال الصغار.

قال الخليل: هي حجر واحد.

وبطون الأودية: الأماكن المنخفضة. ومنابت الشجر أصولها " لأنه انفع

لها، وقوله تعالى: (ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به .... ) الآية [البقره: ٢٨٦] أي:

لا تكلفنا من الأعمال ما لا نطيق.

وقيل: هو حديث النفس والوسوسة.


(١) أخرجه البخاري في " صحيحه " (٩٧٠) ١: ٣٤٥ كتاب الاستسقاء، باب من اكتفى بصلاة الجمعة في ألاستسقاءعن أنس. ()
(٢) في ج: جمع جبل. ()

<<  <  ج: ص:  >  >>