للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيطان يفرُّ من البيت الذي يسمع سورة البقرة تقرأ فيه " (١) . رواه أحمد ومسلم. فمعناه: الحث على صلاة النفل في البيوت؛ لاشتمال الصلاة على القراءة، وأن تعطيلها من الصلاة يجعلها كالمقبرة إذا كانت لا يصلى فيها. (وكلُ قُربة فعلها مسلم وجعل ثوابها لمسلم حي أو ميت حصل له) ثوابها، (ولو جهله الجاعل) أي: جهل الجاعل من جعله له؛ كالدعاء إجماعاً، والاستغفار إجماعاً، وواجب تدخله النيابة إجماعاً، وصدقة التطوع إجماعاً، وكذا العتق. ذكره القاضي وأصحابه أصلاً، وذكره أبو المعالي والشيخ تقي الدين إجماعاً، وصاحب " المحرر " وفاقاً. وكذا حج التطوع خلافاً لما في " المحرر " من ان من حج نفلاً عن غيره وقع عمن حج؛ لعدم إذنه، وكذا القراءة والصلاة والصيام.

نقل الكحال: في الرجل يعمل شيئًا من الخير من صلاة أو صدقة أو غير ذلك ويجعل نصفه لأبيه أو أمه: أرجو.

وقال أيضاً: الميت يصل إليه كل شيء من الخير من صدقة أو صلاه أو غيره. والأصل في ذلك قوله سبحأنه وتعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُو مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ} [الحشر: ١٠]. وقوله سبحأنه وتعالى: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: ١٩].

و" دعاء النبى صلى الله عليه وسلم لأبي سلمة حين مات " (٢) .


(١) أخرجه مسلم في " صحيحه " - (٧٨٠) ١: ٥٣٩ كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاه النافلة في بيته وجوازها في المسجد. وأخرجه أحمد في " مسنده " (٨٤٢٤) ٢: ٣٣٧.
(٢) أخرجه مسلم في " صحيحه " (٠ ٩٢) ٢: ٦٣٤ كتاب الجنائز، باب في إغماض الميت والدعاء له إذا حضر. ولفظه: عن أم سلمة قالت: " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلمه على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال: أن الروح إذا قبض تبعه البصر، فضج ناس من أهله، فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير. فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون. ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه ".

<<  <  ج: ص:  >  >>