للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألفاظه، على وجوه عرائس (١) معانيه كالنقاب. فاحتاجت إلى شرح يبرزها لمن يريد إبرازها من الطلاب والخطاب. فتصديت لكتاب يشرحه شرحاً يبين حقائقه ويوضح معانيه ودقائقه (٢) . راجيا من الله تعالى جزيل الثواب في يوم المرجع والمآب.

(بسم الله الرحمن الرحيم): ابتدأت بها امتثالا، لقوله صلى الله عليه وسلم: " كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بسم الله (٣) فهو أبتر " (٤) . والباء متعلقة بمحذوف تقديره: أبدأ.

وانما كان الامتثال الإتيان بهذه الصيغة دون صيغة بالله الرحمن الرحيم " ليكون ذلك اقتداء بكتاب الله سبحانه وتعالى، وللتبرك بذكر اسمه، وللفرق بين التيمن واليمين.

والله: علم على الذات يوصف ولا يوصف به.

والرحمن الرحيم: اسمان بنيا للمبالغة من رحم " كالغضبان من غضب، والعليم من علم. والرحمن أبلغ من الرحيم، لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى.

وانما قدم والقياس يقتضي الترقي، لأنه صار كالعلم من حيث انه لا يوصف به غيره، لأن معناه المنعم الحقيقي البالغ في الرحمة غايتها. وذلك لا يصدق على غيره، أو لأن الرحمن لما دل على جلائل النعم وأصولها ذكر الرحيم " ليتناول ما خرج منها فتكون كالتتمة.

(أحمد الله) أي أصفه بجميع صفاته التي كل منها جميل. فان رعاية الجميع أبلغ في التعظيم المراد بقولي أحمد " لأن هذه الصيغة تدل على إيجاد الحمد الذي هو الثناء على الله بجميع المحامد لا الإعلام (٥) بذلك.


(١) في ج: غير آيس.
(٢) جاء في هامش ج ما نصه: جمع دقيقة، وهي المسألة الغامضة. من دق الشيء، صار دقيقا، أي غامضا. اهـ. والمراد بذلك شرح لكلمة دقائقه.
(٣) في ج: ببسم الله الرحمن الرحيم.
(٤) أخرجه أحمد في " مسنده " (٨٦٩٧) ٢: ٣٥٩ من حديث أبي هريره رضي الله عنه.
(٥) في هامش ج: أي الإخبار.

<<  <  ج: ص:  >  >>