وانما أتيت بلفظ الجلالة دون بقية الأسماء كالحي والقيوم " لئلا يتوهم اختصاص استحقاقه الحمد بذلك الوصف؛ كالحياة والقيومية دون غيره. (وحق) بضم الحاء (لي أن أحمد). أي أنا جدير بأن أحمد الله سبحانه وتعالى؛ لتواتر نعم الله سبحانه وتعالى التي لا تحصى علي، ومنها تأهيلي للاشتغال بالعلم المنتفع به امتثالا لقوله سبحانه وتعالى:{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}[الضحى: ١١].
ولما كان الحمد على النعمة واجباً بدأت به.
ثم قلت:(وأصلي وأسلم على خير خلقه أحمد) امتثالا لقوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[الأحزاب: ٥٦].
فمعنى وأصلي أي أقول: اللهم صل على النبي. ومعنى وأسلم أي أقول السلام عليك أيها النبي. وفي ذلك إشارة إلى الاعتناء بإظهار شرفه وتعظيم شانه.
وهذا من رفع ذكره المخبر به في قوله سبحانه وتعالى:{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}
[الشرح: ٤].
قال الأزهري: ومعنى الصلاة من الله سبحانه وتعالى: الرحمة، ومن الملائكة: الاستغفار، ومن الآدمي: التضرع والدعاء.
وقال أبو العالية: صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء.
وتستحب الصلاة عليه بتآكد، وتتآكد كلما ذكر. وقيل: بوجوب الصلاة عليه كلما ذكر اسمه.
(وعلى آله). وفيهم أقوال:
أحدها: انهم الأتقياء من أمته.
والثانى: انهم أقاربه المؤمنون من بني هاشم والمطلب ابني عبد مناف.