للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخطره. فلا يساويه في فضله.

(وغزو البحر أفضل) يعني: من غزو البر، لما روى أنس قال: " نام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك. قالت أم حرام. فقلت: ما يضحكك يا رسول الله! قال: ناس من أمتي عُرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله. يركبون ثَبّج هذا البحر، ملوك على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة " (١) . متفق عليه.

قال ابن عبدالبر: أم حرام بنت ملحان أخت أم لسليم، خالة رسول الله صلى الله عليه وسلم

في الرضاعة أرضعته أخت لهما ثالثة.

وروى ابن ماجه بإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " شهيد البحر مثل شهيد البر، والمائل في البحر كالمتشحط في البر، وما بين الموجتين كقاطع الدنيا في طاعة الله. وإن الله وكل ملك الموت بقبض الأرواج إلا شهيد البحر فإنه يتولى قبض أرواحهم. ويغفر لشهيد البر الذنوب كلها إلا الدين، ويغفر لشهيد البحر الذنوب والدين " (٢) .

ولأن البحر اعظم خطرا ومشقة. فإنه بين خطر العدو وخطر الغرق.

ولا يتمكن من الفرار إلا مع أصحابه. فكان غزوه افضل من غيره.

(وتكفر الشهادة) الذنوب (غير الدين).

فال في " الفروع ": قال (٣) شيخنا: وغير مظالم العباد؛ كقتل وظلم وزكاة وحج أخرهما.

وقال شيخنا: من اعتقد أن الحج يسقط ما وجب عليه من الصلاة والزكاة

فإنه يستتاب. فإن تاب وإلا قتل. ولا يسقط حق الآدمي من دم أو مال أو عرض بالحج إجماعا.


(١) أخرجه البخاري في " صحيحه " (٠ ٦٦٠) ٦: ٢٥٧٠ كتاب التعبير، باب الرؤيا بالنهار.
وأخرجه مسلم في " صحيحه " (١٩١٢) ٣: ١٥١٨ كتاب الإمارة، باب فضل الغزو في البحر.
(٢) أخرجه ابن ماجه في " سننه " (٢٧٧٨) ٢: ٩٢٨ كتاب الجهاد، باب فضل غزو البحر.
(٣) في ب: وقال.

<<  <  ج: ص:  >  >>