للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهي الإيماء إلى مباح من نحو ضرب أو قتل. على خلاف ما هو ظاهر. وسمي خائنة الأعين " لشبهه بالخيانة بإخفائه.

ولا يحرم ذلك على غيره إلا في محظور.

(و) منع صلى الله عليه وسلم أيضا من (الشعر والخط وتعلُّمهِما) " لقوله سبحانه وتعالى: {وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ}] العنكبوت: ٤٨]، ولقوله سبحانه وتعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ}] يس: ٦٩].

ومما منع منه أيضا صلى الله عليه وسلم إعطاؤه العطايا مستكثرا؛ لقوله سبحانه وتعالى: {وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ}] المدثر: ٦] أي: لا تعط شيئا لتاً خذ اكثر منه.

(وافضل متطوَّع به) من العبادات (الجهاد) نصا.

قال أحمد: لا أعلم شيئا من العمل بعد الفرائض افضل من الجهاد. روي ذلك عن جماعة من الصحابه.

قال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبدالله وذكر له أمر الغزو فجعل يبكي ويقول: ما من أعمال البر افضل منه.

وقال عنه غيره: ليس يعدل لقاء العدو شيء ومباشرة القتال بنفسه أفضل الأعمال. والذين يقاتلون العدو هم الذين يدفعون عن الإسلام وعن حريمهم فأيّ عمل أفضل منه؛ الناس آمنون وهم خائفون قد بذلوا مهج أنفسهم.

وروى أبو سعيد قال: " قيل: يا رسول الله! أي الناس أفضل؛ قال (١) :

من يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله " (٢) . متفق عليه.

ولأن الجهاد بذل المهجة والمال، ونفعه يعم المسلمين كلهم، صغيرهم وكبيرهم، قويهم وضعيفهم، ذكرهم وانثاهم، وغيره لا يساويه في نفعه


(١) في أ: فقال.
(٢) أخرجه البخاري في " صحيحه " (٢٦٣٤) ٣: ٠٢٦ ١ كتاب الجهاد والسير، باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه ماله في سبيل الله.
وأخرجه مسلم في " صحيحه " (١٨٨٨) ٣: ٠٣ ٥ ١ كتاب الإمارة، باب فضل الجهاد والرباط.

<<  <  ج: ص:  >  >>