للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى من أحسن إليه. فإن القلوب جُبلت على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها. وقد يميل إليه لإساءة الآخر إليه، وقد يميل إلى أحسنهما خلقا وأعظمهما قدراً أو جاهاً أو مالاً فلا يقع للميل اثر في الدلالة على النسب.

وقولهم: أو صدق المقر بنسبه.

قلنا: لا يحل (١) له تصديقه. فـ " أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من ادعى إلى غير أبية أو تولى غير مواليه " (٢) . وهذا لا يعلم أو ابوه فلا يأمن أن يكون ملعوناً بتصديقه. ويفارق ما إذا أنفرد. فإن المنفرد يثبت النسب بقوله من غير تصديق.

وقيل: يلحق باثنين ادعياه. اختاره في " المحرر "، ونقل ابن هانئ: يُخير بينهما، ولم يذكر قافة.

وعنه: يقرع بينهما فيلحق نسبه بالقرعة. ذكرها في " المغني " في كتاب الفرائض، نقله عنه في " القواعد ".

ويعمل بالقافة في غير البنوة (٣) ؛ كأخوة وعمومة عند أصحابنا. قاله في

" الإنصاف ".

وعند أبي الخطال: لا يعمل بها في غير البنوه؛ كإخبار راعٍ بشبه.

وقال في " عيون المسائل ": في التفرقة بين الولد والفصيل، لأنا وقفنا على مورد الشرع. ولتأكد النسب لثبوته مع السكوت.

وإن ادعاه امرأتان في إثباته بالبينة أو كونه يرى القافة مع عدمها كالرجلين.

قال أحمد في رواية بكر بن محمد: في يهودية ومسلمة ولدتا فادعت اليهودية ولد المسلمة فتوقف. فقيل: يرى القافة. فقال: ما أحسنه.


(١) فى أوب: يميل.
(٢) عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من ادعى إلى غير أبيه أو أنتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة ". أخرجه أبو داود في " سننه " (٥١١٥) ٤: ٣٣٠ كتاب الأدب، باب في الرجل ينتمي إلى غير مواليه.
(٣) في ب: من غير بنوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>