للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى عبدالرحمن عن الزبير " أنه لما قدم خيبر رأى فتية لعسا. فأعجبه ظرفهم وجمالهم. فساًل عنهم. فقيل له: إنهم موالي رافع بن خديج " وأبوهم مملوك لآل الحرقة. فاشترى الزبير أباهم فأعتقه، وقال لأولاده: انتسبوا إلي فإن ولاءكم إلي. فقال رافع بن خديج: الولاء لي لأنهم عتقوا بعتق أمهم. فاحتكموا إلى عثمان فقضى بالولاء للزبير " (١) . فاجتمعت الصحابة عليه.

وأما اللعس (٢) فهو: سواد في الشفتين تحسنه العرب، ومثله اللما.

قال ذو الرمة (٣) :

لمياء في شفتيها حُوة لعَس وفي اللَّثّات وفي أنيابها شَنَب (٤) .

(ولا يعود) الولاء الذي جره مولى الأب المولى الأم بحال). بمعنى أنه

لو انقرض موالي الأب عاد الولاء إلى بيت المال دون موالي الأم؛ لأن الولاء يجري مجرى الأنساب. ولو انقرض الأب وآباؤه لم يعد النسب إلى الأم فكذا الولاء. فلو ولدت بعد عتق الأب كان ولاء ولدها لمولى أبيه بغير خلاف. فإن نفاه (٥) باللعان عاد ولاؤه لموالي الأم. فإن عاد فاستلحقه عاد (٦) الولاء إلى موالي الأب.

ثم أعلم أن لجر الولاء ثلاثة شروط:

أحدها: أن يكون الأب رقيقاً حين ولادة أولاده من زوجته التي هي عتيقة لغير سيده. فلو ولدت بعد عتقه كان ولاء ولده لمواليه أبداً من غير جر.

الثانى: أن تكون الأم مولاة. فإن كانت حرة الأصل فلا ولاء على ولدها


(١) أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ١٠: ٣٠٧ كتاب الولاء، باب ما جاء في جر الولاء.
(٢) في ج: العلس. وهو تصحيف.
(٣) " ديوان ذي الرمة " ص: ٩ واللمى: السمرة في الشفه تضرب إلى الخضرة. والحوة: حمرة في الشفة تضرب إلى السواد. والشنب: برودة وعذوبة في الفم ورقة الأسنان.
(٤) في أوج: تنسب.
(٥) في ج: بقاه.
(٦) في ج: أداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>