للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ويباح) التأويل (لغيره) أي: لغير الظالم يحلفه، سواء كان مظلوماً أو

كان لا ظالماً ولا مظلوماً في ظاهر كلام أحمد. فإنه روي أن مهنا والمروذي كانا عند الإمام أحمد هما وجماعة معهما، فجاء رجل يطلب المروذي ولم يرد المروذي أن يكلمه فوضع مهنا إصبعه في كفه، [وقال: ليس المروذي هاهنا وما يصنع المروذي هاهنا. يريد ليس المروذي في كفه] (١) . فلم ينكر أحمد ذلك.

وروي أن مهنا قال لأحمد: إني أريد الخروج يعني: السفر إلى بلده وأحب

أن تسمعني الجزء الفلاني. فأسمعه إياه. ثم رآه بعد ذلك. فقال: ألم تقل أنك تريد الخروج؟ فقال له مهنا. قلت: إني أريد الخروج الآن. فلم ينكر ذلك عليه أحمد.

وروى أنس: " أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! احملني. فقال: إنا حاملوك على ولد الناقة. فقال: وما أصنع بولد الناقة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهل تلد الإبل إلا النوق؟ (٢) . رواه أبو داود.

و" قال لامرأة وقد ذكرت له زوجها: أهو الذي في عينيه بياض؟ فقالت:

يا رسول الله لِلَّهِ إنه لصحيح العين " (٣) . وأراد النبى صلى الله عليه وسلم البياض حول الحدقة. وقد " كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً " (٤) .

ويروى عن سفيان: أن رجلاً خطب امرأة وتحته أخرى، فقالوا:

لا نزوجك حتى تطلق امرأتك. فقال: اشهدوا أنى قد طلقت ثلاثاً. فزوجوه فأقام على امرأته. فقالوا: قد طلقت ثلاثاً. قال: ألم تعلموا أنه كان لي ثلاث


(١) ساقط من ب.
(٢) أخرجه أبو داود في " سننه " (٤٩٩٨) ٤: ٠ ٣٠ كتاب الأدب، باب ما جاء في المزاح.
وأخرجه أحمد في " مسنده " (١٣٨٤٠) ٣: ٢٦٧.
(٣) قال العراقي: رواه الزبير بن بكار في " كتاب الفكاهة والمزاح " [عن زيد بن أسلم]، ورواه ابن أبي الدنيا من حديث عبد الله بن سهم الفهري مع اختلاف. " تخريج الإحياء " ٣: ١٢٩.
(٤) أخرجه الطبرانى في " المعجم الصغير " ٢: ٧ عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأمزح ولا أقول إلا حقاً ".

<<  <  ج: ص:  >  >>