للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذلك أقصى مدة الحمل؛ لأن في الحكم (١) بدونه مخالفة للوجود وحكم على ما

تكرر وقوعه بالبطلان من غير دليل.

(وأقل مدة تبين ولد) يعني: أقل مدة يتبين فيها الولد: (أحد وثمانون

يوما)؛ لما روى ابن مسعود: " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يوما. ثم يكون علقه مثل ذلك. ثم يكون مضغة مثل ذلك. تم يبعث

إليه ملكا بأربع كلمات: فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي هو أم سعيد. ثم ينفخ

فيه الروح " (٢) . متفق عليه.

وإنما يكون مضغة بعد الثمانين يوما. وإنما يتبين كونه ابتداء خلق آدمي

بكونه مضغة؛ لأن المني قد لا ينعقد، والعلقة قد تكون دما انحدر من موضع من البدن.

وأما المضغة فالظاهر كونها ابتداء خلق آدمي؛ لأنها في الغالب فيها

التخاطيط فهي أظهر في ذلك مما قبلها من المني والعلقة.

(الثانية) من المعتدات: (المتوفى عنها زوجها بلا حمل منه.

وإن كان) الحمل (من غيره) أي: من غير الزوج المتوفى: (اعتدت

للوفاة بعد وضع) أي: بعد وضع الحمل الذي هو من غير المتوفى عنها. ولا

يشترط لوجوب عدة الوفاة كون المتوفى خلا بها، أو يولد لمثله، ولا كون

الزوجة يوطأ مثلها فتجب العدة، (ولو) كان المتوفى (لم يولد لمثله، أو)

كانت لا (يوطأ مثلها، أو) كان موته (قبل خلوة) بها. وفي ذلك تفصيل أشير

إليه بقوله:

(وعدة حرة) يعني: كاملة الحرية: (أربعة أشهر وعشر ليال بعشرة

أيام)؛ لأن النهار تبع لليل. والإجماع منعقد على ذلك؛ لعموم قوله سبحانه


(١) في أ: ذلك.
(٢) أخرجه البخاري في " صحيحه " (٠٣٦ ٣) ٣: ١٨١ ١ كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكه.
أخرجه مسلم في " صحيحه " (٢٦٤٣) ٤: ٣٦" ٢ كتاب القدر، باب كيفيه الخلق الآدمي في بطن أمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>