للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و"كَانَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ إذا فرغ من وضوئه انتفض وارتعد وبكى بكاء شديداً، فيقال له في ذلك فيقول: إني أريد أن أقدم على أمر عظيم أريد أن أقوم بين يدي الله عز وجل" (١).

٦ - التبكير إلى الصلاة والمسارعة إلى ذلك:

من أسباب تفريغ القلب في الصلاة من مشاغل الدنيا التبكير إلى الصلاة، وذلك حينما يبكر العبد إلى صلاته، فيتمكن من إقبال قلبه على صلاته، وصفاء القلب من شواغل الدنيا، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة بين الأذان والإقامة، كل ذلك مما يعين على الخشوع وحضور القلب، ولهذا جاء الحث على التبكير فقال -صلى الله عليه وسلم-: «وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ» (٢).

قال النووي رحمه الله: "التهجير التبكير إلى الصلاة، أي صلاة كانت" (٣).

قال ابن رجب رحمه الله: "وقد ندب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى التهجير إلى الصلاة، وهو القصد إلى المساجد في الهجير، إما قبل الأذان أو بعده .. وقد كان كثير من السلف يأتي المسجد قبل الأذان، منهم: سعيد بن المسيب، وكان الإمام أحمد يفعله في صلاة الفجر .. وقال بعض السلف في قول الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة: ١٠]: إنهم أول الناس خروجًا إلى المسجد، وإلى الجهاد" (٤).

٧ - من أسباب تفريغ القلب لله في الصلاة أن يقطع كل ما يشغله في صلاته من الأمور الآتيه:

الأول: من طعام تتعلق به النفس وتشتهيه، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ، وَلَا يَعْجَلَنَّ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ» (٥).


(١) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (٦/ ٢١٨).
(٢) أخرجه البخاري (١/ ١٢٦) ح (٦١٥)، ومسلم (١/ ٣٢٥) ح (٤٣٧).
(٣) شرح النووي على مسلم (٤/ ١٥٨).
(٤) فتح الباري لابن رجب (٥/ ٣٥٢)، وينظر: تفسير ابن جرير (٢٢/ ٢٩٠).
(٥) صحيح مسلم (١/ ٣٩٢) ح (٥٥٩).

<<  <   >  >>