للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَانَ فِي الْحَرْبِ سَيْفًا مَاضِيًا ذَكَرَا

لَيْثًا إِذَا لَقِيَ الْأَقْرَانُ أَقْرَانَا ... ذَكَرْتُ قَاتِلَهُ وَالدَّمْعُ مُنْحَدِرٌ

فَقُلْتُ سُبْحَانَ رَبِّ الْعَرْشِ سُبْحَانَا ... إِنِّي لَأَحْسَبُهُ مَا كَانَ مِنْ بَشَرٍ

يَخْشَى الْمَعَادَ وَلَكِنْ كَانَ شَيْطَانَا ... أَشْقَى مُرَادٍ إِذَا عُدَّتْ قَبَائِلُهَا

وَأَبْخَسُ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مِيزَانَا ... كَعَاقِرِ النَّاقَةِ الْأُولَى الَّتِي جَلَبَتْ

عَلَى ثَمُودَ بِأَرْضِ الْحُجْرِ خُسْرَانَا ... قَدْ كَانَ يُخْبِرُهُمْ أَنْ سَوْفَ يَخْضِبُهَا

قَبْلَ الْمَنِيَّةِ أَزْمَانًا وَأَزْمَانَا ... فَلَا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ مَا تَحَمَّلَهُ

وَلَا سَقَى قَبْرَ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَا ... لِقَوْلِهِ فِي شَقِيٍّ ظَلَّ مُجْتَرِمًا

وَنَالَ مَا نَالَهُ ظُلْمًا وَعُدْوَانَا ... يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا

إِلَّا لَيَبْلُغَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ رِضْوَانَا ... بَلْ ضَرْبَةٌ مِنْ غَوِيٍّ أَوْرَثَتْهُ لَظًى

فَسَوْفَ يَلْقَى بِهَا الرَّحْمَنَ غَضْبَانَا ... كَأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ قَصْدًا بِضَرْبَتِهِ

إِلَّا لِيَصْلَى عَذَابَ الْخُلْدِ نِيرَانَا

وَمَا أَحْسَنَ مَا قَالَ عُمَارَةُ الْيَمَنِيُّ فِي الْخُلَفَاءِ الْأَرْبَعَةِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ -:

أَرْدَتْ عَلِيًّا وَعُثْمَانًا بِمَخْلَبِهَا ... وَلَمْ يَفُتْهَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ

وَمَنْ أَرَادَ التَّأَسِّي فِي مُصِيبَتِهِ ... فَلِلْوَرَى فِي رَسُولِ اللَّهِ مُعْتَبَرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>