للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هذه الآية الكريمة والتي (١) بعدها والآية التي هي خاتمة هذه السورة هن آيات علم الفرائض، وهو مستنبط من هذه الآيات الثلاث، ومن الأحاديث الواردة في ذلك مما هي كالتفسير لذلك وَلنذْكُرْ منها ما هو متعلق بتفسير ذلك، وأما تقرير المسائل ونصب الخلاف والأدلة، والحجاج بين الأئمة، فموضعه كتاب "الأحكام" فالله المستعان (٢).

وقد ورد الترغيب في تعلم الفرائض، وهذه الفرائض الخاصة (٣) من أهم ذلك. وقد روى أبو داود وابن ماجة، من حديث عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي، عن عبد الله بن عمرو، (٤) أن رسول الله قال: "العِلْمُ ثلاثة، وما سِوَى ذلك فهو فَضْلٌ: آية مُحْكَمَةٌ، أو سُنَّةٌ قائمةٌ، أو فَريضةٌ عَادَلةٌ" (٥).

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "يا أبا هريرة، تَعلَّمُوا الفرائِضَ وعلِّموهُ فإنه نصْف العلم، وهو يُنْسَى، وهو أول شيء (٦) يُنْتزَع من أمتي".

رواه ابن ماجة، وفي إسناده ضعف (٧).

وقد رُوي من حديث عبد الله بن مسعود وأبي سعيد (٨) وفي كل منهما نظر. قال [سفيان] (٩) ابن عيينة: إنما سَمَّى الفرائض نصفَ العلم؛ لأنه يبتلى (١٠) به الناس كلهم.

وقال البخاري عند تفسير هذه الآية: حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا هشام: أن ابن جُرَيج


(١) في ر: "والذي".
(٢) في جـ، ر، أ: "وبالله المستعان".
(٣) في جـ، أ: "الخاصة وهي من أهم ذلك".
(٤) في جـ، ر، أ: "عنهما".
(٥) سنن أبي داود برقم (٢٨٨٥) وسنن ابن ماجة برقم (٥٤) ورواه الحاكم في المستدرك (٤/ ٣٣٢) والبيهقي في السنن الكبرى (٦/ ٢٠٨) والدارقطني في السنن (٤/ ٦٧) من طريق عبد الرحمن بن زياد الإفريقي به. قال الذهبي في هذا الحديث والذي بعده: الحديثان ضعيفان.
(٦) في جـ، أ: "علم".
(٧) سنن ابن ماجة برقم (٢٧١٩) ورواه الدارقطني في السنن (٤/ ٦٧) والحاكم في المستدرك (٤/ ٣٣٢) والبيهقي في السنن الكبرى (٦/ ٢٠٨) من طريق حفص بن عمر بن أبي العطاف به. قال الذهبي: "فيه حفص بن عمر بن أبي العطاف وهو واه بمرة".
(٨) حديث ابن مسعود "تعلموا الفرائض وعلموها فإني امرؤ مقبوض .. " الحديث، رواه الحاكم في المستدرك (٤/ ٣٣٣).
(٩) زيادة من: ر، أ.
(١٠) في أ: "تبتلى".