للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (٤٢) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (٤٣) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (٤٤)

يقول تعالى [مخبرا] (١) (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى) أي: المعاد يوم القيامة.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا سُوَيد بن سَعيد، حدثنا مسلم بن خالد، عن عبد الرحمن بن سابط، عن عمرو بن ميمون الأوْديّ قال: قام فينا معاذ بن جبل فقال: يا بني أود، إني رسول رسول الله إليكم، تعلمون أن المعاد إلى الله، إلى الجنة أو إلى النار.

وذكر البغوي من رواية أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، عن النبي في قوله: (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى)، قال: لا فكرةَ في الرب (٢).

قال البغوي: وهذا مثل ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعا: "تفكَّروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق، فإنه لا تحيط (٣) به الفِكْرة".

كذا أورده، وليس بمحفوظ بهذا اللفظ (٤)، وإنما الذي في الصحيح: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغ أحدكم ذلك فليستعذ بالله وَلْيَنْتَه" (٥).

وفي الحديث الآخر الذي في السنن: "تفكروا في مخلوقات الله، ولا تفكروا (٦) في ذات الله، فإن الله خلق ملكا ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مَسِيرة ثلاثمائة سنة" أو كما قال (٧).

وقوله: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى) أي: خلق في عباده الضحك، والبكاء وسببهما وهما مختلفان.

(وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا)، كقوله: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ﴾ [الملك: ٢].

﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى (٤٥) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (٤٦) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى (٤٧) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (٤٨) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (٤٩) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى (٥٠) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (٥١) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (٥٢) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (٥٣) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (٥٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (٥٥)

(وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ


(١) زيادة من أ.
(٢) معالم التنزيل للبغوي (٧/ ٤١٧).
(٣) في م: "يحيط".
(٤) معالم التنزيل للبغوي (٧/ ٤١٧) ورواه ابن عساكر في المجلس التاسع والثلاثون ومائة من الأمالي (٥٠/ ١) كما في السلسلة الصحيحة (٤/ ٣٩٥) من طريق محمد بن سلمة البلخي عن بشر بن الوليد عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به، وفيه بشر بن الوليد وهو ضعيف.
(٥) صحيح البخاري برقم (٣٢٧٦) وصحيح مسلم برقم (١٣٤).
(٦) في أ: "ولا تتفكروا".
(٧) لم أجده بهذا اللفظ، وقد روى أبو داود القطعة الثانية في سننه برقم (٤٧٢٧) من حديث جابر ، مرفوعا بلفظ: "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، وإن ما بين شحمه أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام". والقطعة الأولى: رويت من حديث أبي ذر مرفوعا: "تفكروا في خلق الله، ولا تتفكروا في الله فتهلكوا". أخرجه أبو الشيخ في العظمة برقم (٤).