للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأخته: أعطيني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرءونها، لأنظر ما هذا الذي جاء به محمد. فقالت له أخته: إنا نخشاك عليها.

قال: لا تخافي. حلف لها بآلهته ليردنها إليها إذا قرأها؟ فقالت له أخته: إنك نجس ومشرك، وإنه لا يمسها إلا الطاهر. فقام فاغتسل، فأعطته الصحيفة وفيها سورة طه.

فلما قرأ منها قدرًا قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه.

فلما سمع ذلك خباب خرج إليه فقال له: يا عمر، والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه -صلى الله عليه وسلم- فإني سمعته وهو يقول: "اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب". فالله الله يا عمر.

فقال له عند ذلك عمر: فدلني يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم؟

فقال له خباب: هو في بيت عند الصفا ومعه فيه نفر من أصحابه، فأخذ عمر سيفه فتوشحه ثم عمد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فضرب عليهم الباب.

فلما سمعوا صوته قام رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنظر من خلل الباب فرآه متوشحًا بالسيف، فرجع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو فزع، فقال: يا رسول الله هذا عمر بن الخطاب متوشحًا السيف. فقال حمزة بن عبد المطلب: فأذن له فإن كان يريد خيرًا بذلناه له، وإن كان يريد شرًّا قتلناه بسيفه.

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إئذن له". فأذن له الرجل، ونهض إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى لقيه بالحجرة، فأخذ بمجمع ردائه ثم جبذه جبذة شديدة، وقال: "ما جاء بك يابن الخطاب؟ فوالله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة".

فقال عمر: يا رسول الله جئتك لأؤمن بالله ورسوله وبما جاء من عند الله.

<<  <   >  >>