للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكبر الرسول تكبيرة عرف بها أهل البيت من أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن عمر قد أسلم١. وهكذا تم إسلام عمر في جو مليء بالإخلاص والإيمان.

ويتحدث عمر بن الخطاب عما فعله بعد ذلك فيقول: ثم جئت إلى خالي أبي جهل عمرو بن هشام -وكان شريفًا- فقرعت عليه الباب، فقال: ما هذا؟ فقلت: ابن الخطاب وقد صبأت -أي دخلت في الإسلام- فدخل وأغلق الباب دوني.

فذهبت إلى رجل من عظماء قريش وأخبرته بدخولي في الإسلام فأغلق الباب دوني ولم يصبني بسوء، فقلت: ما هذا؟ إن المسلمين يضربون وأنا لا أضرب، فقال لي رجل: أتحب أن يعلم بإسلامك؟ قلت: نعم. قال: فإذا جلس الناس في الحجر، فأتِ فلانًا فقل له، فإنه لا يكتم السر.

فجئت وقد اجتمع الناس في الحجر، فقلت لذلك الذي سماه لي الرجل: إني قد صبأت، قال: أو قد فعلت؟ قلت: نعم. فنادى بأعلى صوته: إن ابن الخطاب قد صبأ.

فتبادروا إلي فما زلت أضربهم ويضربونني. واجتمع الناس. فأجارني خالي


١ قد جاءت قصة إسلام عمر من أوجه متعددة ذكرها ابن إسحاق، ونقلها عنه الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" ٣/ ٧٩-٨٠-٨١.
أخرجها كذلك أبو نعيم في "دلائل النبوة" رقم ١٩٢ عن ابن عباس، عن عمر، وذكر فيها أنه أسلم بعد حمزة بثلاثة أيام، وفي سند أبي نعيم ضعف، لكنه يتقوى بطرق ابن إسحاق.
وانظر "الإصابة" ٤/ ٣٧٠، و"فتح الباري" ٨/ ٤٧، و"الحلية" ١/ ٤٠، و"المواهب اللدنية" ١/ ٢٤٢ وما بعدها.

<<  <   >  >>