٢ والرأي عندي في هذا إن صح الخبر، أن معنى تمنى أي كذب واختلق، وأنه ترصد -أي الشيطان- سكتاته -صلى الله عليه وسلم- بين الآية والآية، فقال تلك الكلمات، حتى ظنها السامع من جملة الكلام وأشاعها ... قال القرطبي: وهذا التأويل أحسن ما قيل في هذا ١٢/ ٨٣. وانظر "الشفاء" للقاضي عياض ٢/ ١١٦-١٣١، ففيه مناقشة طويلة، وغير مما قدمته من المراجع، وكذلك "المواهب اللدنية" ١/ ٢٤٨-٢٥٨ الذي أطال في الكلام ورجح في الآخر هذا الذي رجحه القرطبي وذكر أنه ترجيح ابن العربي، والطبري من قبل. ٣ سورة الشعراء، الآية ٢١٠. ٤ هذا قول من جهل العلم، وكيف تدس قصة بأسانيدها في عشرات كتب التفسير والحديث، مع اختلاف النسخ، وتباين البلدان، واتفاق النقلة عن تلك الكتب. ولا نطيل في الرد على هذا فهو أسخف من أن يجاب عنه. ٥ وهذا على كل حال، لا علاقة له بحدوث القصة أم لا. ٦ وهذا قول بعض من روى السيرة. وقد قال ابن كثير في "البداية" ٣/ ٩٠: ذكر ابن إسحاق من عاد من مهاجرة الحبشة إلى مكة وذلك حين بلغهم إسلام أهل مكة وكان النقل ليس بصحيح، ولكن كان له سبب، وهو ما ثبت في الصحيح وغيره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جلس مع المشركين يومًا، وأنزل الله عليه: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [النجم: ١] ، فقرأها عليهم، فسجد من هناك من المسلمين والمشركين والجن والإنس، وكان لذلك سبب ذكره كثير من المفسرين -فذكر قصة الغرانيق- ثم قال: وقد أحببنا الضرب صفحًا عن ذكر قصة الغرانيق لئلا يسمعها من لا يضعها مواضعها، إلا أن أصل القصة في الصحيح يعني الحديث الماضي عند البخاري وغيره.