للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن هنا يسوغ لنا أن نقول -والله أعلم- إن تأييد الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- بالجنود يُقصد به في هذه الآية ما سخره الله من القوى لنصرة محمد -صلى الله عليه وسلم- وتيسير طريقه إلى يثرب وإخفاء المعالم التي تدل عليه حتى يصل إلى غايته في أمن وسلام١، ولله قول شوقي حينما يسجل تلك العناية في قصيدته نهج البردة:

سل عصبة الشرك حول الغار حائمة ... لولا مطاردة المختار لم تحم

هل أبصروا الأثر الوطاء أم سمعوا ... همس التسابيح والقرآن من أَمَمِ؟

وهل تمثل نسج العنكبوت لهم ... كالغاب والحائمات الزغب كالرخم؟

فأدبروا ووجوه الأرض تلعنهم ... كباطل من جلال الحق منهزم

لولا يد الله بالجارين ما سلما ... وعينه حول ركن الدين لم يقم

تواريا بجناح الله واستترا ... ومن يَضُمُّ جناح الله لا يُضَمِ

وكما أسعدني الحظ بالرقي إلى غار حراء، حيث بدأ نزول الوحي على النبي الأمين، فقد أسعدني الحظ -كذلك- بالرقي إلى غار ثور حيث لجأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه يحتميان من طغيان المشركين، ولقد كانت رحلة مباركة من طلاب كلية


= وهما متفقان في نظم الكلام؟
فالجواب: أن كل حرف يرد إلى الأليق به، والسكينة يحتاج إليها المنزعج، ولم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- منزعجًا.
وأما التأييد بالملائكة فلم يكن إلا للنبي -صلى الله عليه وسلم- نظير هذا في قوله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ} فالتعزير والتوقير للنبي -صلى الله عليه وسلم- والتسبيح لله -عز وجل. انتهى.
وفي المقام كلام أطول من هذا بكثير، وإنما أوردته حتى لا يغتر مغتر بهذه الحجة التي أوردها المؤلف.
١ نعم، والملائكة أحق من قصد بذلك وعني.

<<  <   >  >>