للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد قالوا لقريش: إنا سنكون معكم على محمد حتى نستأصله.

فقالت قريش لهم: يا معشر يهود: إنكم أهل الكتاب الأول، والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد؛ أفديننا خير أم دينه؟

قالوا: بل دينكم خير من دينه، وأنتم أولى بالحق.

وقد فرحت قريش بهذا القول من اليهود واستجابوا لدعوتهم، وجمعوا جموعهم وتجهزوا لحرب الرسول -صلى الله عليه وسلم.

ثم جاء اليهود إلى قبيلة غطفان وحرضوا رجالها وأخبروهم بمبايعة قريش لهم على الحرب، فوافقوهم على حرب المسلمين وتجهزوا لذلك وكانت غزوة الأحزاب ١، وفيها ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالًا شديدًا، ولولا لطف الله لاقتحم المشركون عليهم المدينة، ولقضوا عليهم القضاء الأخير.

فليس بغريب بعد هذا كله أن يرى الخزرج في ابن أبي الحقيق العدو المبين الذي لا يقل عن صاحبه كعب بن الأشرف في الكيد للإسلام والمسلمين.

وهنا تحركت الغيرة الكريمة في نفوسهم وأرادوا أن يلحقوا بإخوانهم الأوس فيما قدموا من تضحية وما سبقوهم به من فضل وشرف، فاستأذنوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قتله، فأذن لهم.

وقد خرج إليه من الخزرج خمسة نفر أيضًا، هم: عبد الله بن عتيك ٢ ومسعود بن سنان، وعبد الله بن أنيس، والحارث بن ربعي، وخزاعي بن أسود،


١ سيأتي الكلام عليها مفصلًا.
٢ وكان أميرًا عليهم، وفي رواية للبخاري: "فبعث عبد الله بن عتيك، وعبد الله بن عتبة...."

<<  <   >  >>