للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي ذلك يقول الله تعالى: {لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ} .. إلخ الآية١.

وكذلك كفارة الظهار تكون بالإحسان إلى الفقراء والمساكين، وكفارة الإفطار في نهار رمضان تكون بالإحسان إلى الفقراء والمساكين.

وهكذا يكون البر والإحسان سبيلًا إلى غسل الخطايا والذنوب ومحو الآثام والعيوب.

وقد جاء في الحديث النبوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ... " ٢.

والإسلام حينما شرع هذه الأصول الحكيمة لمعالجة أمراض المجتمع قد اتخذ الحيطة الكافية التي تضمن نقاء الإنسان وصفاءه حتى لا يتخلص من شر ليقع في شر أكبر، أو يبرأ من داء لتحيط به أدواء.. أجل، فإن الإسلام يدعو القوي أن يساعد الضعيف، ويهيب بالغني أن يعاون الفقير، ولكنه في الوقت نفسه دين العزة، دعا إلى احترام النفس وحفظ للإنسان كيانه، وأشفق عليه من الذلة والمهانة، وضن بماء وجهه أن يراق على الرغام، ويتبدد بين أيدي الطغاة اللئام، فلقد دعا كل إنسان إلى أن يأكل من كسب يمينه وعرق جبينه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، من ذلك ما جاء في صحيح البخاري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:


١ سورة المائدة، الآية ٨٩.
٢ حديث صحيح، وقد جاء عن جماعة من الصحابة، وانظر "سنن الترمذي" ٦١٤، ٢٦٢٦، و"سنن ابن ماجه" ٣٩٧٣، ٤٢١٠، و"مسند أحمد" ٣/ ٣٢١، ٣/ ٣٩٩، ٥/ ٢٣١، ٥/ ٢٣٧، و"مسند الشهاب" ١٠٤، ١٠٥، وصحيح ابن حبان ٢٦١، ١٠٦٩، ٢٥٥٣، و"مجمع الزوائد" ١٠/ ٢٣٠، و"إتحاف السادة المتقين" ٨/ ٥٠، و"إرواء الغليل" ٢/ ١٣٨، وغير ذلك.

<<  <   >  >>