للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ١.

ويقول: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} ٢.

وقصة إمداد الله للمسلمين بالملائكة قصة عجيبة، قوامها قدرة الله -عز وجل- الذي جعل الأرض جميعًا قبضته والسموات مطويات بيمينه.

وقد اختلف العلماء في الغرض الذي من أجله أمد الله المسلمين بالملائكة فذهب بعضهم إلى أن الملائكة إنما نزلت للقتال، فهي جيش من السماء، أنزله الله لإضعاف شوكة الشرك والطغيان في الأرض.

ويستدلون على ذلك بما يروى من أن رجلًا من المسلمين كان يطارد رجلًا من المشركين في يوم بدر، فسمع صوت ضربة بالسوط فوقه فنظر إلى المشرك قد خر مستلقيًا وشق وجهه، فلما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بذلك قال: "ذاك من مدد السماء" ٣.

وما يروى عن أبي داود المازني حيث قال: تبعت رجلًا من المشركين لأضربه يوم بدر فوقع رأسه بين يدي قبل أن يصل إليه سيفي٤.

وهم يقولون: إن الأمر في قوله تعالى:


١ سورة الأنفال، الآيتان ٩، ١٠.
٢ سورة الأنفال، الآية ١٢.
٣ أخرج القصة مسلم ١٧٦٣، والترمذي ٣٠٨١ وغيرهما من حديث ابن عباس.
٤ أخرجه أحمد في المسند ٥/ ٤٥٠ بسند ضعيف، ولكن يغني عنه ما قبله.

<<  <   >  >>