ولم يسند ابن إسحاق هذه الرواية بإسناد معتبر، فتارة يقول: حدثني بعض من يروي الحديث، ومرة يقول: حُدِّثنا، وثالثة يقول: زعم بعض أهل الرواية. وأنا أنقل هنا أصح ما جاء في ذلك من الروايات المسندة: أ- عن جابر قال: لما بُنيت الكعبة، كان العباس والنبي -صلى الله عليه وسلم- ينقلان من الحجارة فقال العباس: اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة، فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء، فقال: "إزاري إزاري" فقام فشد عليه إزاره. أخرجه أحمد ١/ ٣٨٠، والبخاري رقم "١٨٥٢"، ومسلم "٣/ ١٢١" وغيرهم. وجابر وإن لم يشهد الواقعة، فلعله سمع ذلك من العباس أو ممن يثق به. ب- عن عبد الله بن السائب قال: كنت فيمن بنى البيت، وأخذت حجرًا فسويته ووضعته إلى جنب البيت، وإن قريشًا اختلفوا في الحجر حين أرادوا وضعه، حتى كاد أن يكون بينهم قتال بالسيوف، فقالوا: اجعلوا بينكم أول رجل يدخل من الباب. فدخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانوا يسمونه الأمين -في الجاهلية- فقالوا: قد دخل الأمين، يا محمد قد رضينا بك. فدعا بثوب فبسطه ... -فذكر مثل ما عند ابن إسحاق. أخرجه أحمد، كما في "المجمع" ٣/ ٢٩٢، والحاكم في "المستدرك" ١/ ٤٥٨، وأبو نعيم في "الدلائل" ص١٧٥، وغيرهم بسند رجاله ثقات، لكن هلال بن خباب أحد رواته تغير حفظه في آخر أمره. ج- عن علي بن أبي طالب: -وذكر حديثًا طويلًا فيه جميع ما جاء عند عبد الله بن السائب-...... =