وبهذا تكون القصة ثبتت. وانظر "فتح الباري" ٣/ ٤٤١-٤٤٢ فإنه ذكر الاختلاف في وقت حصول هذا البناء فقال: فقال مجاهد: كان ذلك قبل المبعث بخمس عشرة سنة، وكذا رواه ابن عبد البر من طريق محمد بن جبير بن مطعم، وبه جزم موسى بن عقبة في مغازيه. والقول الأول: وأنه كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- خمس وثلاثون -أو هو قبل المبعث بخمس سنين- هو الأشهر، وبه جزم ابن إسحاق، ويمكن أن يجمع بينهما بأن هدم الكعبة كان أولًا، ثم تم البناء في الوقت الآخر. ١ هذه الرواية لابن سعد، كما في "فتح الباري" ٣/ ٤٤٥. وقد صح في البخاري "١٥٨٦" عن يزيد بن رومان قال: "شهدت ابن الزبير حين هدمه -للبيت- وبناه، وأدخل فيه الحجر وقد رأيت أساس إبراهيم حجارة كأسنة الإبل". وفي لفظ لمسلم: "لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية حين غزاه أهل الشام، فكان من أمره ما كان ... ". وروى الفاكهي في كتاب مكة من طرق أبي أويسة، عن يزيد بن رومان وغيره: "لما أحرق أهل الشام الكعبة ورموها بالمنجنيق، وهت الكعبة". ونحو هذا جاءت روايات متعددة مذكورة في "الفتح" ٣/ ٤٤٥، وذكر ابن حجر الخلاف في وقت البناء هل كان سنة أربع أو خمس وستين، ثم قال: ويمكن الجمع بين الروايتين، بأن ابتدأ البناء سنة أربع، وانتهى سنة خمس -أي وستين- فامتد أمده إلى الموسم ليشنع بذلك على بني أمية. قلت: وكان سبقه لهذا الجمع ابن الجوزي في "المنتظم" ص١٥٥٣ في حوادث سنة خمس وستين.