وفي أوائل القرن الحادي عشر الهجري والسابع عشر الميلادي أصيبت الكعبة بسيول جارفة وأمطار شديدة صدعت جدرانها حتى أخذت حجارتها تتساقط وحتى فزع الناس واضطربوا، فأرسل والي مصر -حينئذٍ- واسمه محمد باشا الألباني جماعة من المهندسين والبنائين المصريين فهدموا بقية الجدران وبنوا الكعبة من جديد.
وربطوا الحجر الأسود بسوار متين من الفضة حتى لا يتآكل على مر السنين وهذا البناء هو القائم الآن في مكة المكرمة، وهو الذي أسهمت فيه مصر بالحظ الأوفر وهو يبلغ من الارتفاع خمسة عشر مترًا، وطول جداره الشمالي ٩.٩٢ مترًا والجنوبي ١٠.٢٥ مترًا والشرقي ١١.٨٨ مترًا والغربي ١٢.٢٥ مترًا.
ويوجد الباب بالجدار الشرقي ويرتفع عن الأرض بمقدار مترين، وعتبة الباب ومصراعاه مصفحة بصفائح من الفضة المطلية بالذهب، ويلاصق جدران الكعبة من الخارج بناء من الرخام -يسمى الشاذروان- وقد أقيم لتقوية الجدران، وفي الركن الجنوبي الشرقي يوجد الحجر الأسود، وهو الذي يبدأ منه الطواف ويرتفع عن الأرض مترًا ونصف متر.