للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بناها ابن الزبير فقيل: وضعه عبد الله بن الزبير بنفسه، وقيل: وضعه عباد بن عبد الله بن الزبير١.

ولما قتل عبد الله بن الزبير بيد الحجاج بن يوسف الثقفي أرسل الحجاج إلى الخليفة عبد الملك بن مروان يخبره بأن ابن الزبير حين بنى الكعبة زاد فيها ما ليس منها -أي وسعها بعض الشيء- وأحدث فيها بابًا آخر لم يكن فيها أيام الجاهلية٢، ويستأذنه في ردِّ ذلك إلى ما كان عليه فأذن له عبد الملك في ذلك٣..


١ "شفاء الغرام" ١/ ٩٨.
٢ لم يحدث ابن الزبير ذلك من تلقاء نفسه، ولكن سمع في ذلك خبرًا صحيحًا عن خالته أم المؤمنين عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لعائشة:
"لولا حدثان قومك بكفر، لنقضت الكعبة، ولأدخلت فيها الحِجْر، فإن قومك قصرت بهم النفقة ولجعلت لها بابًا شرقيًّا وبابًا غربيًّا، يدخل الناس من أحدهما ويخرجون من الآخر ... ".
وقد سمع هذا الحديث من عائشة جماعة كثيرون منهم:
أ- عبد الله بن محمد بن أبي بكر.
ب- الأسود بن يزيد.
ج- عروة بن الزبير. وغيرهم، صح جميع ذلك في "صحيح البخاري" ١٥٨٣-١٥٨٤-١٥٨٥-١٥٨٦، و"مسلم" ٣/ ٢١٢ وغيرهما.
٣ قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٣/ ٤٤٨:
وذكر الأزرقي، أن سليمان بن عبد الملك هم بنقض ما فعله الحجاج، ثم ترك ذلك لما ظهر له أنه فعله بأمر أبيه عبد الملك.
ولم أقف في شيء من التواريخ على أن أحدًا من الخلفاء ولا من دونهم غير من الكعبة شيئًا مما صنعه الحجاج إلى الآن -سيأتي ذكر وقت كلامه- إلا في الميزاب والباب والعتبة، وكذلك وقع الترميم في جدارها غير مرة، وفي سقفها، وفي سلم سطحها، وجدد فيه الرخام، فذكر الأزرقي عن ابن جريج أن أول من فرشها بالرخام الوليد بن عبد الملك.
ووقع في جدارها الشامي ترميم في شهور سنة سبعين ومائتين، ثم في شهور سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، ثم في شهور سنة تسع عشرة وستمائة، ثم في سنة ثمانين وستمائة، ثم في شهور سنة أربع عشرة وثمانمائة وقد ترادفت الأخبار الآن في وقتنا هذا في سنة اثنتين وعشرين أن جهة الميزاب فيها ما يحتاج إلى ترميم ... ثم ذكر بعض ما رآه هو، وأن سقفها نقض سنة سبع وعشرين على يدي بعض الجند، فجدد لها سقف ورخم السطح، ثم نقض سنة ثلاث وأربعين وجدِّد ...

<<  <   >  >>