للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأومأ -عليه الصلاة والسلام- بكفيه وقال: "يا أشج إن رخصت لك في مثل هذه شربته في مثل هذه -وفرج بين يديه وبسطها- حتى إذا ثمل أحدكم من شرابه قام إلى ابن عمه فضرب ساقه بالسيف" ١، ٢.

ومن هذه الوفود وفد تميم٣: وكان من خبرهم أنهم جاءوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما خرج إليهم تعلقوا به وقالوا: نحن ناس من تميم جئنا بشاعرنا وخطيبنا نشاعرك ونفاخرك، فقال لهم -عليه الصلاة والسلام: "ما بالشعر بعثنا ولا بالفخار أمرنا". ثم صلى الظهر، واجتمع حوله رجال الوفد يتفاخرون بمجدهم ومجد آبائهم، وطلبوا من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يأذن لخطيبهم وشاعرهم بذلك، فأذن الرسول -صلى الله عليه وسلم.

فأما خطيبهم فكان عطارد بن حاجب، وقد قال في خطبته:

الحمد لله الذي له علينا الفضل والمن وهو أهله، الذي جعلنا ملوكًا، ووهب لنا أموالًا عظامًا نفعل فيها المعروف، وجعلنا أعز أهل المشرق، وأكثره عددًا وأيسره عدة، فمن مثلنا في الناس؟ ألسنا برءوس الناس وأولي فضلهم، فمن فاخرنا فليعدد مثل ما عددنا.

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لثابت بن قيس: "قم فأجب الرجل في خطبته".

فقام ثابت فقال: الحمد لله الذي في السموات والأرض خلقه، قضى فيهن


١ هذا لفظ أبي يعلى والطبراني بسند جيد، كما في "البداية" ٥/ ٤٧، و"دلائل النبوة" للبيهقي ٥/ ٣٢٧، وأصل الحديث في "صحيح مسلم" ١/ ٤٨ وغيره.
٢ وقد كانت لعبد القيس وفادة قبل هذه السنة، في سنة خمس. وانظر ما قدمنا من المصادر.
٣ انظر ما مضى من المصادر. و"الكامل في التاريخ" ٢/ ١٩٥، و"سيرة ابن هشام" ٢/ ٣٣٣.

<<  <   >  >>